تدفق مئات التونسيين إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية للاحتفال بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، وحمل المتظاهرون علم مصر، مرددين هتافات تحيي الثورة المصرية، وتتوعد بقية الرؤساء العرب بمصير رئيسهم زين العابدين بن علي.
وأكد المتظاهرون أن الثورة مستمرة ولن تقف عند مصر، لأن الشعوب العربية كسرت حاجز الخوف وقررت أن تأخذ أمر نفسها بنفسها، وترسم نهج حياتها بإرادتها لا بإرادة تملى عليها.
وكان شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" يتردد في جوانب الشارع الذي تقع فيه وزارة الداخلية، وفي كل نوبة هتاف يختار المتظاهرون زعيما عربيا يطالبون شعبه بإسقاطه، وقد نال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الحظ الأوفر من هتافات المتظاهرين.
ولم ينس المتظاهرون في غمرة ما عدوه إنجازا شعبيا مصريا فلسطين، فهتفوا لها ولأهلها بالحرية والخلاص من الاحتلال، مرددين تارة "الشعب يريد تحرير فلسطين" وتارة "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود".
المتظاهرون أجمعوا على أن الحكام العرب سلبوا الشعوب كرامتها (الجزيرة نت) |
وقال أحد المتظاهرين للجزيرة نت إن الحكام سلبوا الشعوب كرامتها، والشعوب العربية قد تصبر على أي شيء إلا كرامتها السليبة، لذلك انتفضت ولا رجعة للوراء، ورد آخر لهذا السبب استحقت هذه الأنظمة الخروج بلا كرامة.
وتحدث متظاهر للجزيرة نت عن سروره بنجاح ثورة مصر، قائلا إن البداية كانت في تونس "مكة شمال أفريقيا" واليوم مصر "حاضنة التصدي والمواجهة" وغدا الجزائر، هي ملحمة واحدة، حسب قوله.
وقال إنه رغم فرحه العارم بما آلت إليه الثورة في مصر فإن المهمة لم تنته برأيه، فعلى مصر أن تربح حرب بناء المؤسسات، لأن الجيش -مهما كان- لا يمكن أن يعوض غياب المؤسسات والنقابات وعمل المجتمع المدني.
وعبرت مشاركة عن رأيها بعفوية قائلة "ربنا ينصرنا عليهم" وأردفت بقوله تعالى "إن ينصركم الله فلا غالب لكم".
شارع مظاهرات
وقبل ورود خبر تنحي مبارك كان العشرات من الشباب يتظاهرون قرب وزارة الداخلية ضد ملاحقة المتدينين، ويطالبون بعدم الربط بين الإسلام والإرهاب.
وقبل ورود خبر تنحي مبارك كان العشرات من الشباب يتظاهرون قرب وزارة الداخلية ضد ملاحقة المتدينين، ويطالبون بعدم الربط بين الإسلام والإرهاب.
أحد المتظاهرين رفض وصم الشباب المتدين بالإرهاب أو التخلف (الجزيرة نت) |
ورفض وصم الشباب المتدين بالإرهاب أو التخلف، قائلا إن كثيرا منهم يحمل شهادات عليا في شتى الاختصاصات ويتقن لغات عدة، وكل ما يطلبه أن يؤدي أحدهم صلاته بخشوع دون أن يرفع فيه تقرير ليحقق معه لاحقا في وزارة الداخلية.
وقال الخطيب -الذي رفض ذكر اسمه لأن الأمور الأمنية لم تستتب بعد- إنه لا خوف على أحد من مطالبهم، فلكل مواطن الحق في اعتقاد ما يريد، وممارسة ما يؤمن به، فكما أن للمرأة في تونس الحق في ألا تتحجب بدعوى الحرية، فإنهم يطلبون أن يشملهم هذا الحق دون الخشية منهم كونهم مسلمين.
ورغم حلول الظلام لا زالت أفواج المتظاهرين تؤم الشارع وتردد ما حلا لها من شعارات تبدأ بمبارك وتنتهي بفلسطين وتمر بأغلب الدول العربية.
No comments:
Post a Comment